recent
أخبار ساخنة

اكتشاف 59 تابوتا بمنطقة سقارة الأثريه تم استخراجها من بئر قديم.. وما أهمية التوابيت عند الفراعنة؟

ADMIN ✍️
الصفحة الرئيسية
اكتشاف 59 تابوتا بمنطقة سقارة الاثريه تم استخراجها من بئر قديم.. وما أهمية التوابيت عند الفراعنة؟


توابيت سقارة

59 تابوتا أثريا المستخرجة من بئر قديمة في المنطقة الأثرية بسقارة بالجيزة، ولا يزال هناك عدد كبير من التوابيت التي لم يتم حفرها، بالإضافة إلى اكتشاف عدد كبير من التماثيل والوشباتي والتمائم، تتراوح بين 40 و50 قطعة أثرية،
 
وكان ذلك نتيجة الاكتشاف الأثري الجديد الذي أعلنت عنه وزارة الآثار، والذي سيكون حديث العالم، في ظل اكتشاف هذا العدد الكبير من التوابيت.

 
ويعد هذا أكبر اكتشاف أثري في عام 2020 بمنطقة سقارة، والذي يحتوي على أكبر عدد من التوابيت ذات الدفن الواحد منذ اكتشاف خيالة العساسيف، وجاءت البداية باكتشاف بئر دفن عميق بعمق حوالي 11 مترا، وعثر بداخلها على أكثر من 13 تابوتا بشريا مغلق منذ أكثر من 2500 عام.

 
التابوت هو أهم عنصر في عملية الدفن لأنه المأوى أو المكان الذي يوضع فيه جثمان المتوفى ، وتختلف التوابيت فيما بينها من حيث الشكل والزخرفة والمواد التي تصنع منها ، حسب المعتقدات والعادات الدينية لكل عصر.
 
في مصر القديمة، ما يعرف الآن باسم التوابيت هو مجموعة من النصوص الأثرية المصرية جناتية، والتي بدأت تظهر على التوابيت في بداية الفترة الأولى من الاضمحلال، المستمدة من نصوص الأهرامات، والتي كانت للاستخدام الملكي فقط، 

وقد تم استبدال بعض كلماتها ليستخدمها عامة الناس، حيث أن بعض المصريين قادرون على امتلاك توابيت عليها نصوص جنائزية، أي أن حق الآخرة لم يعد مقتصراً على الفرعون.
 
جاء في دراسة بعنوان "صنع وتشكيل التوابيت الخشبية في مصر القديمة" للدكتورة إيمان محمد نبيل، نشرت في مجلة دراسات آثار الوطن العربي، التابعة لاتحاد الآثار العربية، أن الفن المصري القديم كان فنًا تطبيقيًا لخدمة الحياة والحياة الدنيوين بعد الموت.
 
 
أحد الفنون التي برع فيها المصري القديم وأتقن لخدمة متطلباته فن النجارة الذي أصبح من أهم الحرف والمهن في الحضارة المصرية ويظهر براعة المصري القديم في فن النجارة يظهر أولاً في صناعة التوابيت والتوابيت الخشبية هو انعكاس لتطور الفن المصري القديم على مر العصور.
 
تنوع تصميم وهيكل التابوت من فترة تاريخية إلى فترة ليعكس التسلسل الزمني للفترات التاريخية، والمستوى الاجتماعي لصاحب التابوت والمعتقدات الدينية، التي ظهر بعضها مستطيل الشكل والبعض الآخر مربع.
 
وتنوع الخشب المستخدم في صناعة التوابيت حسب درجة ثروة المتوفين، وكانت التوابيت الملكية وتوابيت النبلاء مصنوعة من الخشب المستورد، على عكس تلك التي تعود للطبقة الوسطى أو الفقيرة، والتي كانت مصنوعة من الخشب المحلي.
 

ووفقا للدراسة المذكورة أعلاه، فإن التابوت هو أحد أهم أولويات الدين المصري لأنه مجهز لحماية الجسد بعد الموت، وكان الجسد المحفوظ من أهم العناصر اللازمة لتحويل المتوفى إلى روح فعالة في العالم الآخر عالم الخلود.
 
واعتبر التابوت مكونا رئيسيا من مكونات جمع الدفن في فترات ما قبل الأسرة إلى الفترة اليونانية الرومانية وما بعدها، والوظيفة الوحيدة لل التابوت لم تكن لحماية جثة المتوفى، فقد كان لديه العديد من الوظائف الدينية والرمزية التي تغيرت على مر العصور، 

وعلى الرغم من تعدد التوابيت طوال العصور الفرعونية وتعدد أسلوب تكوينها وزخرفتها، حافظ المصري القديم على التخطيط العام للتوابيت وأساليب التجميع القائمة على استخدام المناوش الخشبية، التي برع المصري القديم في استخدامها لتجميع الألواح الخشبية معاً، وتألف التابوت من الغطاء الذي يمثل السماء والقاع الذي يمثل الأرض بالإضافة إلى الجوانب الأربعة التي تمثل الكيانات الأصلية.
 

واختلف التوابيت فيما بينها من حيث الشكل وأسلوب الزخرفة والمواد التي تصنع منها، حسب المعتقدات والعادات الدينية لكل عصر، واتخذ التابوت الشكل المستطيل أو البيضاوي أو الإنساني، وكان الدافع الرئيسي لمختلف أشكال التوابيت هو البحث عن الراحة للمتوفى، معتبراً التابوت هو المقر الرئيسي داخل القبر. 

صناعة التوابيت هي الدليل المادي على التحولات الاجتماعية في العلاقات التجارية والدولية والاقتصادية، وكذلك الجوانب الاجتماعية التي عاشها المصري القديم خلال فترات التاريخ.
google-playkhamsatmostaqltradent